هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 سوء التغذية ..

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Don2

Don2


عدد المساهمات : 279
النقـــآآط : ♥ : 1719
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/07/2013

سوء التغذية .. Empty
مُساهمةموضوع: سوء التغذية ..   سوء التغذية .. Emptyالخميس أغسطس 29, 2013 3:19 pm



مقدمة
إن جميع مكونات البيئة في كوكبنا تمارس في نهاية الأمر تأثيرا على صحة البشر ورفاهتهم بيد أن البيئة التي تمارس أكبر تأثير مباشرة على حياة الناس وصحتهم ورفاهتهم هي البيئة المباشرة لبيوتهم وأماكن عملهم والأحياء المجاورة لهم.
وتسهم كل من العوامل البيئية والجينية في إحداث الأمراض المكتسبة إلا أن هناك في معظم الأحيان تفاعلا بين الاثنين. على الرغم من أن الخلو من الأمراض العضوية يعتبر عادة مطابقا لحالة صحية معقولة كذلك فإن الخلو من الأمراض غير العضوية تكون له عادة أهمية. فالصحة تتطلب عقلا سليما في جسم سليم. ولا يمكن تجاهل الآثار الاجتماعية والاقتصادية لفساد الصحة العقلية في أي مجموعة سكانية. فالصحة العقلية الفاسدة شأنها في ذلك شأن الصحة العضوية التالفة يمكن أن تتسبب عن عوامل جينية أو بيئية أو عن تفاعل بين الاثنين كليهما. وقد ازدادت خلال العقدين الماضيين الشواهد على دور التغيرات البيولوجية الكيميائية في تسبب الأمراض العقلية. وقد تكون بعض هذه الحالات الشاذة البيولوجية الكيميائية موروثة أو مستحدثة بيئيا.
وهناك مسببات عضوية معينة لأمراض عقلية ترجع بالتأكيد إلى عوامل بيئية كما هي الحال مع مجموعة حالات الاختلالات النفسية الناجمة عن عوامل معدية مثل داء المثقبيات.
كما أن التعرض للمعادن الثقيلة مثل الزئبق أو الرصاص أو المركبات اصطناعية معينة قد يخلق قابلية للإصابة بأورام الدماغ أو بالسلوك الشاذ فعلى سبيل المثال بينت دراسة عن الآثار بعيدة المدى للتعرض لجرعات صغيرة من الرصاص في فترة الطفولة ارتباط هذا التعرض بعجز في وظيفة الجهاز العصبي المركزي يظل ملازما حتى فترة الشباب.


سوء التغذية (التغذية السيئة) وتفسيرها كالتالي:
غياب الغذاء المتوازن بل نقص المواد الغذائية التى تصل لجسم الإنسان مما تؤدى إلى إصابته بمشاكل صحية. فليس الأمر فى سوء التغذية يقف عند حد قياس الكمية التى يأكلها الإنسان أو الفشل فى تناول الأكل. ومن الناحية الطبية تشخص سوء التغذية بعدم تناول الكميات الملائمة من البروتينات والطاقة والمواد الغذائية الأخرى وتشخص أيضاً بالإصابة بعدوى ما أو مرض. والحالة الغذائية لأى شخص تكون نتاج التفاعل المعقد ما بين الطعام الذى نأكله وحالة الصحة العامة والبيئة التى نعيش فيها وبإيجاز فى ثلاث كلمات انعدام سوء التغذية:
طعام - صحة - عناية وهم دعامات الصحة السليمة.
تعريف سوء التغذية:
سوء التغذية هو عدم حصول جسم الإنسان على القدر الكافى من المواد الغذائية. وهذه الحالة قد تنتج من عدم توافر الغذاء المتوازن، عسر الهضم، سوء الامتصاص، أو أية أمراض طبية أخرى.
والمرادفات الأخرى لسوء التغذية هو التغذية غير الكافية.
أسباب سوء التغذية:
- قد تحدث سوء التغذية إحدى الأسباب الآتية:
- نقص فيتامين فى النظام الغذائي (إحدى الفيتامينات فقط كافٍ للإصابة بسوء التغذية).
- عدم حصول الشخص على القدر الكافي من غذائه.
- المجاعات هي إحدى صور سوء التغذية.
- تحدث سوء التغذية أيضاً عندما يتم تناول الطعام بشكل متكامل ولكن
إحدى العناصر الغذائية أو أكثر لا تهضم أو لا تمتص.
- إدمان الكحوليات.
- التهاب القولون.
- اضطرابات الطعام.
وقد لا تظهر أعراض لسوء التغذية عندما تكون الحالة وسط أو قد تكون حادة وتسبب أضرار صحية بالغة لا يمكن معالجتها ويظل الشخص على قيد الحياة. وتعتبر مشكلة سوء التغذية هى مشكلة عالمية وخاصة بين الأطفال، ويساهم الفقر والكوارث الطبيعية وأيضاً المشاكل السياسية والحروب ما بين الدول فى كون هذه الظاهرة ليست بالغريبة على عالمنا الذى نعيش فيه.
أعراض سوء التغذية:
تختلف أعراض سوء التغذية حسب نوع الاضطراب الذى يصاب به الإنسان والمتعلق بالطعام، لكن هناك بعض الأعراض العامة والتى تتضمن على الإرهاق، الدوار، نقص الوزن، تناقص الاستجابة المناعية لجسم الإنسان، الارتباك، الغازات، الاكتئاب، الإسهال، الجفاف، السمنة.

وإذا تركت سوء التغذية بدون علاج ستؤدى إلى تغير فى وظائف الجسم البيوكيميائية بل وهيكله مثل اضطرابات متصلة بالدم متمثلة فى النزيف. وفى مراحل متقدمة يصبح الجلد جافاً، تتساقط الأسنان، تتورم اللثة وتنزف، يصبح الشعر جافاً ومتقصفاً ويتساقط، تتقعر الأظافر وتصبح هشة، يضعف النظر، تتأثر العظام وتتألم المفاصل. الاختبارات والفحوصات التى يقوم بها الشخص لاكتشاف سوء التغذية تعتمد أيضاً على الاضطراب المتصل بسوء التغذية، ولكن معظمها يتصل بتقييم الشخص من الناحية الغذائية وبواسطة اختبارات الدم.
أمراض سوء التغذية:
- هشاشة العظام.
- اضطرابات الهضم.
- الهِرم السريع وظهور كافة أنواع العدوى.
- (Cancer heart disease).
سوء التغذية يؤثر على القدرات العقلية للأطفال
قالت بعض الدراسات الجديدة إن الأطفال الذين يتأخر نموهم بسبب سوء التغذية وأمراض العدوى معرضون بشكل أكبر لأن تتأثر قدراتهم المعرفية عندما يكبرون. ودعت الدراسة التي أجريت في بيرو إلى مراعاة الاحتياجات الغذائية للأطفال تحت سن الثالثة.
وأظهرت دراسة قام بها علماء في الولايات المتحدة وبيرو أن النمو البدني الضعيف في السنتين الأوليين من حياة الطفل له تأثير في القدرة على التعرف على الأشياء, وأنه يجب التركيز بشكل أكبر على التغذية المبكرة ولاسيما في الدول النامية.
ودرس الباحثون بيانات بشأن 234 طفلا يعيشون قرب العاصمة ليما في بيرو منذ ولادتهم وحتى سن الثانية، وفي عام 1999 تابعوا 143 من هؤلاء الأطفال الذين كانوا قد بلغوا وقتئذ سن التاسعة لتقييم تأثير التغذية المبكرة والأمراض المسببة للإسهال -والتي تعد سببا وأثرا لسوء التغذية- على ذكائهم.
ووجد الباحثون أن الأطفال الذين عانوا من سوء التغذية في سن الثانية قد أحرزوا 10 درجات أقل من أقرانهم الآخرين. وقال كبير الباحثين الدكتور دوغلاس بيركمان إن هذا يشير إلى أن التأثيرات السيئة لسوء التغذية تستمر مع الأطفال إلى ما بعد مرحلة الطفولة عند اختبارات الإدراك مع نظرائهم. كما رجح البحث أن القدرات المعرفية للأطفال تتأثر أيضا عند الذين يصابون ببكتيريا - مثل "طفيليات الغارديات" المسببة للإسهال- في وقت مبكر من حياتهم ولأكثر من مرة، ولم يكن للأمراض الأخرى المسببة للإسهال تأثير على مهارات الإدراك لدى الأطفال.
وأظهرت الاختبارات أن الأطفال الذين أصيبوا بالإسهال مرة أو أكثر في العام قد أحرزوا درجات أقل في اختبار الذكاء من الأطفال الذين أصيبوا بأقل من ذلك في العام، لكن الباحثين حذروا من أنه من الخطأ إرجاع كل مشاكل الذكاء إلى ضعف النمو الناجم عن سوء التغذية.

التطعيم تأمين على حياة الطفل ضد الأمراض:
المناعة الطبيعية:
يصاب الإنسان في حياته ببعض الأمراض المعدية التي تنتقل ميكروباتهـــــا من المريض أو حامل الميكروب إلى السليم وهذه الميكروبات أنواع مختلفة وكل منها يسبب مرضاً معيناً.
ومن نعم الله أنه خلق الإنسان وجعل في جسمه قدرة طبيعية على مقاومة بعض الأمراض والدفاع عن الجسم وهذه القدرة التي تسمى بالمناعة الطبيعية وهي مثل الجيش الذي يحمي الوطن.
قال أحدث تقرير لمنظمة يونيسيف نشر يوم الاربعاء إن 150 مليون طفل يشكلون ثلث أطفال العالم النامي يعانون من سوء التغذية. وكشفت إحصاءات اليونيسيف -وهي صندوق الأمم المتحدة لرعاية الأطفال- عن أنه بينما تحققت مكاسب مدهشة للتغلب على مشكلات نقص الغذاء إلا أن سوء التغذية لايزال يشكل مشكلة كبرى. وتعتبر هذه الإحصاءات هي الأولى في عشر سنوات تقول يونيسيف إنها جمعتها من أكبر مجموعة بيانات على الإطلاق عن صحة المواليد.
وقال التقرير "إن الشكل المألوف الذي يظهر طفلا يتضور جوعا يعرض صورة خاطئة للمشكلة"، وأشار إلى أن الواقع يؤكد أن معظم حالات سوء التغذية غير مرئية على الإطلاق وخلص المسح الذي أجري في أكثر من مائة دولة إلى أن نسبة سوء التغذية لدى أطفال العالم النامي انخفضت من 32 إلى 28%. وقالت يونيسيف في تقريرها إن نصف أطفال جنوب آسيا تقريبا يعانون سوء التغذية مقارنة مع أقل من ثلث أطفال منطقة جنوب الصحراء الأفريقية.
لكن التقرير يقدم بالفعل أنباء طيبة حيث انخفضت نسبة حالات سوء التغذية في 18 بلدا بواقع 25% أو أكثر بينها دول كثيفة السكان مثل الصين والمكسيك وإندونيسيا وبنغلاديش وفيتنام.
سوء التغذية في الجزائر
الجزائر: 177 بلدية تحت خط الفقر و50% من الأطفال يعانون سوء التغذية
قالت السلطات الجزائرية إن 177 بلدية من أصل 1400 تعاني تخلفا كبيرا في مجالات التنمية الاقتصادية، فيما ذكرت هيئة مستقلة عن الحكومة أن أكثر من 50 بالمائة من أطفال الجزائر يشكون سوء التغذية. وأوضح مسؤول بوزارة التضامن والتشغيل للصحافيين أمس، أن تحقيقا أجرته الحكومة بشأن «خريطة الفقر»، في البلاد أظهر أن 177 بلدية تنعدم فيها شروط العيش الكريم، ووصف سكانها بأنهم «فقراء جدا»، مشيرا إلى وجود 46 بلدية يعاني سكانها من فقر مدقع، حيث ينخفض دخل الفرد الواحد فيها عن دولار واحد في اليوم. وتنتشر هذه البلديات في مناطق الهضاب العليا (شرق) وفي ولايات تقع إلى غرب العاصمة مثل عين الدفلى والمدية وتيسمسيلت.



وأضاف ذات المصدر أن حوالي 1.5 مليون شخص يعانون من فقر مدقع، مشيرا إلى انتشار الأمية بشكل كبير في أوساط النساء في البلديات المذكورة، وإلى عزوف الآباء عن تسجيل أطفالهم في المدارس مما يزيد في معدلات الأمية. فيما تفيد تقديرات رسمية بأن عدد الذين لا يقرأون ولا يكتبون يفوق الـ7 ملايين.
وتشير تقارير حكومية إلى انخفاض كبير لمعدلات الفقر في البلاد منذ 1999، تاريخ انطلاق برامج تنموية رصدت لها الدولة 50 مليار دولار، حيث أنفق المبلغ على استحداث وظائف لامتصاص البطالة (15 بالمائة، حسب الحكومة و 30 بالمائة حسب مؤسسات مستقلة)، وشق قنوات المياه الصالحة للشرب وإدخال الكهرباء للمئات من المناطق الفقيرة وغيرها من المشاريع. إلى ذلك أظهرت نتائج تحقيق أجرته هيئة غير حكومية متخصصة في ترقية الصحة والبحث العلمي، على عينة تضم ألف طفل، أن 50 بالمائة من أطفال الجزائر يعانون من سوء التغذية، حيث يفتقرون إلى النسبة الكافية من البروتينات في الجسم.
وذكر تقرير عن الهيئة التي تضم متخصصين في التغذية والصحة، أن الطفل الجزائري يستهلك 18 غراما من البروتينات يوميا بينما يستهلك الطفل الأوروبي 80 غراما. وأشارت نتائج التحقيق إلى أن الطفل الجزائري لا يبدأ في استهلاك اللحم إلا بعد مرور أكثر من عام على الولادة، وأكد أن اعتماد الحليب كمصدر أساسي لتغذية الأطفال بعد السنة الأولى، دون دعم ببروتينات إضافية، يعكس تردي الأوضاع الاقتصادية للعائلة التي ينتمي إليها الطفل. وتوصلت التحريات إلى أن ظاهرة سوء التغذية في أوساط الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 12 سنة، تنتشر في مناطق الداخل الواقعة جنوب البلاد خاصة، قياسا إلى مناطق الشمال التي تقل فيها معدلات الفقر والأمية التي اعتمدها التحقيق لتفسير سوء تغذية الأطفال.
علاج سوء التغذية:
يتكون العلاج غالباً من إمداد الجسم بالمواد الغذائية التى تنقصه، علاج الأعراض، وعلاج أية اضطرابات صحية تنشأ من سوء التغذية. وهل يتم علاج سوء التغذية كلية ويختفى بعد اتباع الخطوات السابقة؟ هذا يعتمد على السبب فمعظم أنواع القصور الغذائى يمكن علاجه .. لكن إذا كان السبب حالة صحية مرضية أخرى فلابد من علاج المرض الأصلى الذى سبب سوء التغذية وكنتيجة حتمية ستختفى أعراض سوء التغذية.
الآثار المترتبة على سوء التغذية:
إذا لم تعالج سوء التغذية فمن الممكن أن تؤدى إلى إعاقة عقلية أو جسدية أو مرض عقلى أو جسدى .. والموت أحياناً.
متى تستشير الطبيب لأنك تعانى من سوء التغذية؟
إذا لاحظت أى تغير فى قدرة الجسم على آداء وظائفه، ونجد الأعراض متضمنة على لكنها ليست مقتصرة على: الإحساس بالإعياء، ضعف فى نزول الدورة الشهرية عند الإناث، ضعف النمو عند الأطفال، تساقط الشعر السريع.


كيف تمنع الإصابة بسوء التغذية؟
بتناول طعام صحى متوازن يساعد على منع أو تجنب الإصابة بمعظم أشكال سوء التغذية.
غذاء متوازن . . . نمو متوازن:
الطفل السوي لا بد أن يكون ذا صحة سوية , والصحة السوية هي التوازن التنموي بين جميع أعضاء الجسم ظاهرها وباطنها , وأشدد على كلمة " باطنها " وتنضوي تحتها جميع الغدد الصماء , التي تلعب دوراً رئيسياً وعجيباً في التحكم بالجسم نمواً وتخلفاً وتوازناً واختلالاً.
والتوازن التنموي بين أعضاء الجسم ظاهرها وباطنها هو الصحة , فالصحة بحيرة والغذاء رافدها فإذا جف الرافد جفت البحيرة.
غذاء سيء . . تحصيل سيء:
الغذاء الجيد يترجم علمياً إلى فيتامينات وسعرات حرارية , وإذا قلنا أن الجسم يحتاج إلى غذاء جيد كافٍ , فهذا يعني علمياً أنه يحتاج إلى سعرات حرارية وفيتامينات كافية.
يؤدي الغذاء غير الكافي أو غير الكامل إلى إخفاق الفرد في تحقيق إمكانيات نموه , ويؤدي نقص التغذية إلى أمراض خاصة كالأسقربوط , ولين العظام بالإضافة إلى أنه يؤدي إلى ضعف الفرد في مقاومة الأمراض , ويؤدي سوء التغذية إلى تأخير النمو وإلى نقص النشاط والتبلد والسقم والهزال وربما الموت .
ويؤدي عدم التوازن الغذائي وعدم تناسق المواد الغذائية ( البروتينية والدهنية والسكرية والنشوية والزلالية وبعض الأملاح المعدنية والفيتامينات إلخ . . . ) إلى اضطراب النمو بصفة عامة وسوء ونقص التغذية له آثاره الضارة على مستوى التحصيل .. إذ يجعل التعليم مُجْهداً وغير مثمر بينما كفاية التغذية تؤدي إلى تحسين مستوى الأداء بصفة عامة بما في ذلك التحصيل .
سوء التغذية هو السبب الأكثر انتشارا في ضعف الصحة ومساهم رئيسي في ارفاع معدل الوفيات لدى الأطفال والصغار في البلدان النامية. فوزن الطفل عند الولادة هو العامل الوحيد الأكثر اهمية الذي يحدد الفرصة المبكرة في البقاء والنمو والتطور الصحيين. ولما كان الوزن عند الولادة تحدد حالة الأم الصحية وحالتها المتعلقة بالتغذية فإن نسبة الأطفال المولودين بأوزان خفيفة (اقل من 2500 غرام) تعكس بدقة الحالة الصحية والاجتماعية للأمهات وللمجتمعات التي يولد فيها الأطفال. ففي المجتمعات التي يكون فيها سوء التغذية مشكلة مزمنة أو اثناد فترات الأغذية أو الضغوط الطبيعية مثل حالات الجفاف المتكررة قلما تجد النساء الحوامل ما يكفيهن من طعام وبذلك يتأثر نحو الجنين. وتعاني قرابة 51 في المائة من النساء الحوامل في العالم من فقر الدم المتعلق بالتغذية (انخفاض مستويات الهيموغلوبين نتيجة لضعف التغذية) وتبلغ نسبتهن في البلدان النامية 59 وهي اعلى كثيرا من النسبة الموجودة في البلدان الصناعية وهي 14 في المادة.


كما ان نحو 22 مليون (أو نحو 16 في المائة) من مجموع الأطفال الذين يولدون كل سنة في العالم والبالغ 140 مليون طفل يكونون خفيفي الوزن عند الولادة. ويولد 20 مليون على الأقل من هؤلاء الرضع في بلدان نامية وأغلبيتهم أكثر من 13 مليونا في جنوب آسيا والبقية في افريقيا وأمريكا اللاتينية وشرق آسيا. وترمي الاستراتيجية العالمية للصحة للجميع التي بدأتها الجمعية العامة للصحة العالمية الى تحقيق هدف مضمونة ان يكون الوزن عند الولادة 2500 غرام على الأقل لـ 90 في المائة من الرضع حديثي الولادة وتحقيق نمو كاف للأطفال وفقا لمقياس أهداف الوزن المناسب بحلول عام 2000 .
يعد سوء التغذية من الزاوية العددية اخطر الأوضاع المؤثرة على صحة الأطفال لا سيما في البلدان النامية. وتبين دراسات استقصائية اجريت في اقاليم مختلفة من العالم انه في أية لحظة يكون هناك ما تقديره 10 ملايين طفل يعانون سوء التغذية الحاد و200 مليون آخرين لا يجدون تغذية كافية. اذ ان سوء التغذية يجعل الطفل أو البالغ اكثر تعرضا للإصابة بالأمراض كما قد تتفاقم الإصابة نتيجة لسوء التغذية. وتعتبر الرضاعة خير حماية للطفل سواء من سوء التغذية أو الاصابة بالأمراض. وقد شهد العقدان الأخيران وعيا متزايدا بأهمية الرضاعة.
غير ان جميع المركبات الكيميائية التي تتناولها الأم ستظهر كلها تقريبا في لبنها في شكل أو آخر. فقد وجد DDT ومشتقاته وغيرها من مبيدات الآفات والكادميوم والرصاص والزئبق في اللبن البشري في عدة بلدان. وقد كشفت دراسات عديدة ان تركيز الـ DDT والـ DDE في اللبن البشري في بعض البلدان اعلى من المعايير المقبول تناولها يوميا ومن حدود المخلفات القصوى التي اقرتها منظمة الصحة العالمية/ منظمة الأغذية والزراعة. بيد انه لم يوجد أي دليل يشير الى ان مستويات الـ DDT والـ DDE الموجودة في اللبن البشري عموما قد الحقت اضرار بالرضع. والواقع ان لبن الأم يكون عادة اقل تلوثا بكثير من بدائله. كما ان المعدلات العالمية للوفيات والاصابة بالأمراض المنتشرة بين الأطفال الذين تمت تغذيتهم اصطناعيا في بلدان نامية كثيرة يمكن ان تعزى الى التحضير غير السليم لمركبات اغذية الأطفال وغيرها من الأغذية وتلوثها. وقد ساعد قبول المدونة الدولية لتسويق بدائل لبن الأم التي وضعتها منظمة الصحة العالمية على دفع الحكومات الى وضع برامج للترويج الأكثر نشاطا للرضاعة. ومع ذلك فعلى الرغم من تزايد شعبية الرضاعة في البلدان الصناعية فإنه لم تحدث زيادة مماثلة في البلدان النامية .
الأمراض المعدية :
اختلاف الأحوال البيئية لا يحدد فقط الاختلافات الإقليمية في حدوث الأمراض بل يحدد الاختلافات الفصلية كذلك. ففي البلدان النامية تنتشر الأمراض المعدية والطفيلية ومضاعفات الولادة والحمل. وتنتقل بعض الأمراض المعدية بسهولة اكبر اثناء فصل الأمطار. كما ان درجة الحرارة والرطوبة والتربة وأحوال هطول الأمطار والغلاف الجوي هي جميعها عوامل مهمة في أيكولوجية أمراض معدية معينة، لا سيما لكونها تتحكم في توزيع ناقلات الأمراض ووفرتها.

وتتسبب الأمراض المعدية في نسبة كبيرة من الأمراض والوفيات في البلدان النامية حيث يعيش مليارات البشر الذين ما زالا يفتقرون الى احتياجات الحياة الأساسية والمأوى الملائم وسبل الحصول على إمدادات المياه المأمونة والمرافق الصحية ومرافق التخلص من النفايات. ذلك ان تدهور الأوضاع البيئية التي يعيشون في ظلها يضاعف انتشار العوامل المعدية وتوليد مواطن الأمراض وناقلاتها.
فالاكتظاظ السكاني يعجل بانتشار السل وأمراض الجهاز التنفسي. كما ان انعدام المرافق الصحية وإمدادات المياه المأمونة يوفر ارضا خصبة لتفشي الأمراض المعدية التي تنقلها المياه والأغذية وكلما زاد عدد الناس المعرضين لمصدر تلوث ما تفاقم خطر الإصابة بالمرض وانتشاره بعد ذلك. ففي منتصف الثمانينات قدر ان 17 مليون شخص منهم 5.10 مليون طفل دون سن الخامسة في البلدان النامية كانوا يموتون كل سنة بالأمراض المعدية والطفيلية، مقابل نحو نصف مليون في البلدان المتقدمة.
على الرغم من ان الاصابات بالكوليرا قد انخفضت في آسيا فقد لقيت طريقها الى القارة الأمريكية وأدت الى زيادة مثيرة في عدد الحالات التي ابلغت الى منظمة الصحة العالمية نحو 25000 حالة في عام 1991. وفي افريقيا كان اجمالي عدد حالات الكوليرا مستقرا تقريبا خلال العقدين الأخيرين. الا انه كانت تحدث بين الفينة والفينة في بلدان مختلفة اصابات محلية بالكوليرا وكانت هذه الاصابات اساسا بسبب تلوث مياه الشرب والأغذية.
لا تزال الملاريا تشكل إحدى اخطر مشاكل الصحة العامة والبيئة في جزء كبير من العالم النامي. وهذا المرض مستوطن في 102 بلدا. ويكون اكثر من نصف سكان العالم مهددين بخطر الاصابة به. ومنذ عام 1980 كان هناك انخفاض عام في عدد حالات الملاريا في افريقيا وجنوب شرق آسيا وغربي المحيط الهادىء الا انه كانت
هناك زيادة تدريجية في القارة الأمريكية. ففي عام 1988 كانت هناك 8 ملايين حالة ملاريا في العالم تم ابلاغها الى منظمة الصحة العالمية بيد انه يعتقد ان العدد الاجمالي للحالات هو في حدود 100 مليون . ومن العدد الكلي للحالات التي تم إبلاغها في عام 1988 كانت 39 في المائة منه في افريقيا و32 في المائة في جنوب شرق آسيا. ويعتقد ان 43 في المائة من سكان العالم في منطقة موبوءة بالملاريا. ويقطن نحو 445 مليون نسمة في مناطق موبوءة بالملاريا لا تتخذ فيها اية تدابير محددة لمكافحة انتقالها وحيث لا يزال تفشي الملاريا على حاله من الناحية الفعلية .
لا تزال البلهارسيا احد المخاطر الصحية الكبرى في نحو 76 بلدا ناميا. والبلدان والمناطق التي توجد فيها اعداد كبيرة من الحالات هي البرازيل وافريقيا الوسطى وكمبوديا الديمقراطية ومصر والفلبين. وعموما يقدر ان نحو 200 مليون شخص مصابون بالمرض و600 مليون آخرين معرضون لخطر الاصابة به. وقد ساهم انشاء البحيرات التي من صنع الإنسان وبرك تربية الأسماك ومخططات الري في زيادة الإصابة بالمرض. فعلى سبيل المثال تبين عقب إنشاء سد دياما على نهر السنغال في عام 1986 ان البلهارسيا المعوية قد ازدادت زيادة كبيرة منذ أوائل عام 1986 وبحلول عام 1989 كانت نسبة 71.5 في المائة من العينات التي تم اختيارها عشوائية.

شهد العقد الأخير أولى الحالات التي تم الابلاغ عنها للإصابة بفيروس المناعة البشري ومتلازمة فقدان المناعة المكتسب (الأيدز). ويفتك مرض متلازمة فقدان المناعة المكتسب بالناس من جميع الأعمار ولكنه يشكل خطرا متزايدا بالنسبة للأطفال حديثي الولادة والرضع. وتوجد 1.5 مليون امرأة على الأقل على نطاق العالم - منهن نحو مليون في افريقيا - مصابات بفيروس المناعة البشري. والأطفال الذين يولدون لهؤلاء النساء يتراوح احتمال اصابتهم قبل ولادتهم او اثناءها بين 25 و45 في المائة. ومن المؤكد تقريبا ان يموت هؤلاء الأطفال قبل ان يصلوا الى سن الخامسة. ويقدر ان ما بين 5 و10 ملايين شخص في العالم مصابون بفيروس متلازمة فقد المناعة المكتسب وان نحو 400000 مرضى بمتلازمة فقد المناعة المكتسب. وتفيد التقديرات انه بحلول عام 1991 ستكون قد حدثت اكثر من مليون حالة اصابة بالمرض على حين انه عام 1991 قد يتجاوز العدد التراكمي خمسة ملايين.
التلوث الكيميائي والصحة :
يتعرض البشر لشتى المواد الكيميائية في أوضاعهم المهنية والمجتمعية. ويتوفر الآن قدر واسع من المعلومات العلمية عن الآثار قصيرة الأجل للتعرض لمستويات عالية من المواد الكيميائية الخطرة. غير انه لا يعرف سوى القليل مما يحدث للأفراد الذين يتعرضون لتركيزات منخفضة للغاية من هذه المواد الكيميائية بعد 20 أو 30 عاما. بيد انه يمكن قياس الاثار المترتبة في أوساط اعداد من السكان من زاوية الأمراض والوفيات أو من زاوية التغيرات الفسيولوجية. كما ان الطفرات الجينية (انتاج خاصيات وراثية جديدة معظمها مضرة) يمكن ان تكون لها ايضا اسباب كيميائية وان تكون دائمة. ويعد السرطان والعيوب الخلقية من ضمن الأخطار على الصحة التي قد تنتج من التعرض الطويل الأمد للمواد السامة. وتحدث العيوب الخلقية بنسبة 2-3 في المائة من جميع حالات الولادة. ومن هذه النسبة تعود 25 في المائة على اسباب جينية على حين تنشأ 5 - 10 في المائية من تأثير اربعة انواع من الاسباب المعروفة: الاشعاع والفيروسات والعقاقير والمواد الكيميائية. وتنشأ النسبة المتبقية وتتراوح بين 65 و70 في المائة عن أسباب غير معروفة. ولكنها قد تأتي من تفاعل عدة عوامل جينية.
يتوقف تأثير التعرض لملوث كيميائي على طول فترة التعرض وشدته ونوع المادة الكيميائية التي يتعرض لها الفرد. وينبغي التمييز بين نوعين رئيسيين من التعرض:
الأول : هو التعرض لمستويات عالية بشكل غير عادي للملوثات مثل حالات الإطلاق العرضي للمواد الكيميائية وحالات التعرض المهني أو في حالة الحوادث البيئية الشاذة مثل حوادث تلوث المياه.
الثاني : هو التعرض للملوثات في البيئة المحيطة بصفة عامة. ففي حالات التعرض الأولى تكون الاثار واضحة وتتمثل في الوفاة المباشرة والموت قبل الأوان أو زيادة الاصابات بالأمراض. فعلى سبيل المثال تسبب الاطلاق
العرضي لميثيل الأيسوسيانات في حادث بوبال في وفيات مبشارة وفي ارتفاع معدل الاصابة بالمرض. وادى تعرض العمال لتركيزات المواد الكيميائية العالية الى أمراض مهنية مختلفة. ومن الأمثلة على آثار مثل هذه الحالات التعرض للتسمم بالرصاص وتغير الرئة (أمراض رئوية يسببها استنشاق الغبار) والتسمم بمبيدات

الآفات ومختلف انواع السرطان. وقد قدرت منظمة الصحة العالمية عدد حالات التسمم الحاد غير المقصود نتيجة التعرض لمبيدات الآفات بنصف مليون في عام 1972 وزاد هذا العدد الى مليون في عام 1985 نتيجة لزيادة استخدام مبيدات الآفات. وترجع نسبة 60 - 70 في المائة من هذه الحالات الى التعرض المهني.
وتحدث قرابة 20000 حالة وفاة كل عام نتيجة التسمم بمبيدات الآفات. وعلى الرغم من ان امراضا مهنية تقليدية كثيرة تناقصت في البلدان المتقدمة نتيجة تطبيق تدابير وقائية صارمة فإنها تتزايد في عدة بلدان نامية بسبب عدم وجود تدابير تنظيمية لحماية العمال أو عدم تطبيقها (وكذلك انعدام الوعي لدى العمال وعدم تعاونهم). كما ان هناك قلقا متزايد من زيادة الأمراض المهنية في الصناعات (بما في ذلك ورش الصيانة) لا سيما بين الأطفال الذين يشكلون نسبة كبيرة من القوى العاملة. وآثار حوادث الهواء مثل ضباب لندن في عام 1952 موثقة بشكل جيد؛ وكان الأطفال والمسنون لا سيما الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي أو جهاز الدورة الدموية هم الأكثر تأثرا.
ان تقييم الآثار الصحية للتعرض للملوثات الكيميائية في البيئة العامة مهمة صعبة لأن الفرديكون عموما معرضا لعدة ملوثات في وقت واحد. ويشتمل مجموع ما يتعرض له الشخص على استنشاق أو تناول المواد الملوثة من الهواء أو المياه أو الأغذية أو التربة أو امتصاصها بواسطة الجلد. وفي كثير من الحالات فإن أثر أي مادة ملوثة اما يزيد او يقل من خلال التفاعل مع الملوثات الأخرى. فعلى سبيل الثال من المعروف ان الآثار الصحية لثاني أكسيد الكبريت تزداد بوجود أي جسيمات دقيقة. ويزيد تدخين التبغ من حدوث السرطان نتيجة التعرض لغاز الرادون داخل المباني. وقد جرت محاولات عديدة في العقدين الأخيرين لتقدير الآثار الصحية لمجموع ما يتعرض له البشر باستخدام نماذج لحساب التوزيع البيئي للمواد الكيميائية الملوثة وانتقالها ومصيرها والتعرض البشري عبر مختلف الطرق وسمية المواد الكيميائية والعقاقير في البشر. وفي عام 1984 وضعت منظمة الصحة العالمية/ برنامج الأمم المتحدة للبيئة برنامج »مواقع تقييم التعرض البشري« كجزء من »النظام العالمي للرصد البيئي« لمراقبة مجمل التعرض البشري للملوثات.
وينتظر ان تساعد النتائج المستخلصة على تمكين البلدان من تقييم الأخطار المجتمعة من ملوثات الهواء والأغذية والمياه واتخاذ إجراءات مناسبة للمحافظة على صحة البشر.
تم التحقق من اسباب وآثار عدة ملوثات مثال ذلك ان الآثار الصحية لأول اكسيد الكربون والأوزون التريوسفيري واكاسيد الكبريت المؤتلفة من المواد الدقيقة والرصاص في الهواء في البيئة المحيطة تعتبر جيدة التوثيق. وقد اثبتت البحوث في العلوم الوبائية في العقدين الأخيرين ان تلوث الهواء داخل المباني قد يؤدي الى زيادة الاصابة بالسرطان نتيجة التعرض لغاز الرادون ودخان التبغ وفي المناطق الريفية في البلدان النامية قد يؤدي الى زيادة أمراض الجهاز التنفسي والسرطان نتيجة للتعرض للانبعاثات من وقود الكتلة الحيوية. وقد اصبحت زيادة النترات في المياه الجوفية مصدر قلق في بلدان كثيرة. فالنترات تشكل خطرا صحيا لا سيما


للأطفال وقد كانت منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة ومنظمة العمل الدولية تعمل منذ أوائل السبعينات لوضع معايير صحية لمختلف الملوثات.
هناك اتفاق عام الآن على ان نحو 85 في المائة تقريبا من جميع حالات السرطان تنتج من عوامل بيئية عريضة مثل الشعاع المؤين والمواد الكيميائية المسببة للسرطان في الهواء والأغذية والدخان والكحول والعقاقير (العوامل الكيميائية الدولية). ويفترض ان يكون للبقية اساس وراثي أو أن تكون ناشئة من حوادث تفاعلات حيوية عفوية. وعلى الرغم من ان النسبة المئوية للوفيات بسبب السرطان اعلى في البلدان المتقدمة منها في البلدان النامية فإن الاصابة بالسرطان في بلدان كلتا المجموعتين متماثلة بوجه عام. بيد انه توجد اختلافات في الاصابة بمختلف انواع السرطان. واهم سبب لسرطان الرئة هو التدخين للتبغ بما في ذلك التدخين السلبي. وعلى الرغم من هذه الحقيقة فإن استعمال التبغ في العالم قد زاد بقرابة 75 في المائة على امتداد العقدين الماضيين كما ازداد التدخين زيادة ملحوظة في أوساط الشباب.
وتتمثل حقيقة ان الوقاية خير من العلاج في الانجازات التي تحققت، ورغم ان الأهداف الأصلية للعقد الدولي للإمداد بالمياه والمرافق الصحية لم تتحقق حتى عام 1990 فإن العقد قد زود مئات الملايين من الناس بمياه الشرب المأمونة والمرافق الصحية . وقد ساعد ذلك بدرجة كبيرة على تحسين الأوضاع الصحية في المناطق التي زودت بتلك المرافق. كما ان الاجراءات المتخذة من الانبعاثات الهوائية ولحماية طبقة الأوزون تعتبر مثالا آخرا للتدابير الوقائية. غير ان ما زال هناك طريق طويل ينبغي ان يقطع لتقليل المخاطر الصحية الناجمة عن تلوث البيئة وتدهورها. والحاجة ماسة لإجراء كثير من البحوث لتفسير اسباب التعرض البشري الكلي آثاره لوضع مبادىء توجيهية عملية لحماية الصحة البشرية. كما ان هناك الكثير الذي ينبغي عمله لتقليل الاصابة بالأمراض الوبائية في البلدان النامية.
تم في العقدين الماضيين التحكم في بعض الأمراض المعدية. فقد تم القضاء تماما على الجدري. كما ان الاصابة بالعمى النهري قد خفضت انخفاضا حادا في غرب افريقيا. وقد ساعدت الزيادة في استخدام المعالجة بالاماهة عن طريق الفم من تقليل وفيات الأطفال دون سن الخامسة نتيجة لأمراض الإسهال. وفي عام 1985 تمت معالجة نحو 18 في المائة من الأطفال بالإماهة عن طريق الفم؛ وفي عام 1988 وصلت نسبة هؤلاء الأطفال الى 25 في المائة (منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة، 1991). وساعد هذا على انقاذ حياة نحو مليون طفل كل سنة (Hirshhorn and Greenough 1991). وعن طريق التحصين انخفضت أمراض الأطفال الستة التي يمكن الوقاية منها باللقاحات (وهي التهاب النخاع السنجابي والتيتالوس والحصبة والدفتيريا والشاهوق والسل). وفي السبعينات كانت هذه الأمراض تفتك بحوالي 50 مليون طفل سنويا وفي الثمانينات انخفض هذا الكم الى 3 ملايين في السنة وهو يواصل الانخفاض عن طريق البرنامج الموسع للتحصين.



ما هو دور التغذية؟
تنتقل الآثار المدمرة لسوء التغذية من جيل إلى الجيل الذي يليه تماماً كما تنتقل فوائد التغذية الجيدة عبر الأجيال. وإن توفير بداية تغذوية قوية للطفل لها أثر يدوم طوال الحياة على نموه الجسدي والعقلي والاجتماعي.
ويعمل سوء التغذية على إضعاف جهاز المناعة في الجسم، مما يجعل الطفل عرضة للأمراض، ويزيد شدة مرضه ويُعيق تعافيه وشفاءَه. والطفل المريض بدوره سُرعان ما يُصاب بسوء التغذية. وباستطاعة كل من الرضاعة الطبيعية والأغذية التكميلية المغذية، الملائمتين لعمر الطفل، إلى جانب توفير الرعاية الصحية الملائمة له، أن تكسر هذه الدائرة المفرغة.
سوء تغذية الأمهات:
يبدأ المستقبل التغذوي للطفل قبل الحمل، ويرتبط بالوضع التغذوي للأم قبل حملها به. ومن المحتمل أن تلد الأم المصابة بسوء التغذية المزمن رضيعاً يعاني من نقص الوزن عند الولادة، قد ينمو متقزِّماً كطفل وقد يُسهم هو الآخر بدوره في ولادة رضيع يعاني من سوء التغذية. أما المرأة الجيدة التغذية، التي تجاوز عمرها 18 عاماً، فلديها فرصة أكبر بكثير في المحافظة على الحمل، ولدى طفلها فرصة أكبر كذلك في النمو بصحة عفيّة. وإن القضاء على سوء التغذية لدى الأمهات يمكن أن يقلّل، بمقدار الثلث تقريباً، حدوث الإعاقات لدى أطفالهن الرّضع. ومن المهم أيضاً أن تتناول الأمهات الحوامل مجموعة متنوعة من الأغذية، وأن تتناول المغذيات الدقيقة الأساسية، وأن تأخذ قسطاً كافياً من الراحة.
السنوات الثلاث الأولى:
تغذية الرُّضع وصغار الأطفال تعتبر الفترةُ منذ بداية الحمل وحتى إتمام السنة الثالثة من عمر الطفل فترة نمو سريع، وتمثّل فرصة فريدة لتزويد الطفل بأساس تغذوي مناعيٍّ قوي. فهي الفترة التي تتشكّل فيها أجهزة جسم الطفل وأنسجته ودمه ودماغه وعظامه، كما تتشكّل خلالها إمكاناته الفكرية والجسدية. فإذا كان الطفل يعاني من سوء التغذية خلال هذه السنوات المبكرة من الحياة، فإن الكثير من الضرر الذي يلحق به لا
يمكن جبره أو استدراكه. وإن الحل يكمن في الوقاية منه.
فلو أن كل طفل أُرضِعَ رضاعة طبيعية خالصةً لمدة ستة أشهر، لكان من الممكن إنقاذ حياة حوالي (1.3) مليون طفل آخر سنوياً، وملايين الأطفال غيرهم سوف يستفيدون من ذلك، من حيث الصحة، والذكاء والإنتاجية. إن حليب الأم هو الغذاء الكامل – فهو يحتوي على كل المغذِّيات، والمُغذِّيات الدقيقة التي يحتاج إليها الرضيع لينمو نمواً طبيعياً خلال الأشهر الستة الأولى من الحياة. والرضاعة الطبيعية هي التي تحفز جهاز المناعة عند الرضيع واستجابته إلى اللقاحات. ويحتوي حليب الأم على المئات من الخلايا والبروتينات والدهون والهرمونات والأنزيمات المعُزِّزة للصحة، فضلاً عن احتوائه على عوامل أُخرى لا تُوجد إلا في حليب الأم.


وتتوافر للمواليد الجدد الذين يرضعون رضاعة طبيعية في الأشهر الأولى من حياتهم، فرصة في البقاء تفوق بستة أضعاف على الأقل الفرصة التي تسنح للمواليد الذين لا يتلقون هذه الرضاعة؛ وذلك لأن حليب الأم يحتوي على عوامل تحمي الأغشية المخاطية للقنوات المِعَدية المعوية والتنفسية، وعلى خلايا وعوامل مناعية تكافح بنشاط الالتهابات (والأخماج)، مما يقي الرّضّع من الأمراض الناجمة عن الإسهال والتهابات الجهاز التنفسي العلوي (تقرير وضع الأطفال في العالم – 1998). ويمكن للرضاعة الطبيعية الخالصة أن تُخفض أيضاً فرصة انتقال فيروس نقص المناعة البشرية من الأم الحاملة لهذا الفيروس إلى مولودها. ويجب أن يبدأ الطفل، بعد بلوغه ستة أشهر، بتناول الأغذية التكميلية الغنية بالمغذيات التي تزوّد جسمه بالمزيد من الفيتامينات والمعادن والبروتينات والكربوهيدرات اللازمة لإشباع حاجات النمو لديه.
المُغذِّيات الدقيقة الأساسية:
إن الجرعات الصغيرة جداً من المعادن والفيتامينات والعناصر الكيميائية التي تساعد الجسم على أداء وظائفه الحيوية يمكن أن تُحدث أثراً مهماً يؤدي إلى الحياة أو الوفاة بالنسبة للأمهات والأطفال. والمغذيّات الدقيقة، ولا سيما الحديد وفيتامين (أ) واليود وحامض الفوليك تؤدي دوراً حيوياً في بقاء الأمهات على قيد الحياة أثناء الحمل والولادة، وفي نمو الطفل.
فيتامين (أ) ضروري لقيام جهاز المناعة بوظيفته، ونقصه يسبّب العمى، ويجعل الأطفال عرضة لأمراض الطفولة الشائعة القاتلة: الحصبة، والإسهال، والملاريا وذات الرئة. إن زيادة نسبة تناول فيتامين (أ) لدى الأفراد الذين يعانون من نقص هذا الفيتامين يمكن أن يخفّض عدد وفيات الطفولة، الناجمة عن هذه الأمراض، بنسبة 25 في المئة. ويُساعد فيتامين (أ) أيضاً على الوقاية من وفيات الأمهات، ويمكن أن يخفض نسبة انتقال فيروس نقص المناعة البشرية من الأم إلى الطفل.
أما اليود فهو مُغذٍّ بالغ الأهمية في أداء الغدة الدرقية لوظيفتها أداءً سليماً، وهي الغدة التي تنظم النمو وعملية الأيض (الاستقلاب) في الجسم. ويعتبر نقص اليود السبب الرئيس، الذي يمكن الوقاية منه، لإعاقات التعلّم والتلف الدماغي، ولهذا النقص الأثر المدمِّر الأشد على دماغ الجنين في طور النمو والتكوين. وإن مِلءَ ملعقة شاي واحدة من اليود – يتم استهلاكها بكميات صغيرة جداً وعلى أساس منتظم طوال الحياة – يكفي للوقاية من الحالات المعروفة لدى الجميع بتعبير "الاضطرابات الناجمة عن نقص اليود".
ويحتاج الجسم أيضاً إلى عنصر الحديد لصناعة الهيموجلوبين – وهو البروتين الموجود في خلايا الدم الحمراء التي تنقل الأكسجين إلى أنحاء الجسم كافة – والعديد من الأنزيمات الضرورية للعضلات والدماغ وجهاز المناعة. وتزداد متطلبات الجسم من الحديد أثناء الطمّث والحمل والرضاعة الطبيعية وفترات النمو القوية. وتساعد جرعات التغذية التكميلية، المكوّنة من الحديد وحامض الفوليك، التي تُعطى أثناء الحمل في الوقاية من فقر الدم، الذي يزيد من خطر النزيف وتعفُّن الدم (الالتهاب البكتيري المستفحل) أثناء الولادة. وهو


المسبّب ضمناً في نسبة 20 في المئة من وفيات الأمهات. ويحتاج الجسم إلى حامض الفوليك، وهو أحد مركبات فيتامين (ب)، في تكوين خلايا الدم الحمراء، وفي تطوير الخلايا العصبية للجنين وفي مراحل نموه المختلفة.
المناعة المكتسبة:
رغم القدرة التي منحها الله للإنسان لمقاومة المرض إلا أن للمناعة الطبيعية قدرة محدودة . وفي أحيان كثيرة تتغلب الميكروبات على هذه المناعة الطبيعية فيصاب الإنسان بالمرض.
توصل الطب إلى حقيقة هامة لتزويد الجسم بمناعة صناعية عن طريق التحصين أو التطعيم تسمى مناعة مكتسبة , فقد وجد أن جسم الإنسان إذا دخلته ميكروبات حية مروضة أو ميتة أو سمومها فإنه يسرع بصنع من الترياق يفسد سموم هذه الميكروبات ويقضي عليها وهو ما يسمى بالأجسام المضادة.
وبذلك ينشط خط دفاع قوي بالجسم لحمايته لفترة طويلة تختلف باختلاف نوع التحصين.
التحصينات الإجبارية:
الجدري: للأطفال الرضع خلال الشهور الثلاثة الأولى ( تشريطان في الذراع أو الساق ) ويعطي مناعة كاملة لمدة 4 سنوات.
الدرن: للأطفال خلال الأشهر الأولى مع الجدري ( حقنة في الجلد مرة واحدة ) ويكسب الجسم مناعة طول العمر.
الدفتيريا: للأطفال من سن 6-8 أشهر ( 3 حقن بين كل حقنة وأخرى شهر ) ويكسب الجسم مناعة لمدة سنة ولذلك تعطي حقنة منشطة في سن 18-24 شهراً.
شلل الأطفال: للأطفال من الشهر الرابع من العمر ( 3 جرعات وكل جرعة نقطتين بالفم مرة كل شهرين ) ويكسب الجسم مناعة لمدة سنة ولذلك تعطى جرعة منشطة في سن 18-24 شهراً.
التحصينات الأخرى:
• الكوليرا: للكبار والأطفال من سنة فأكثر في حالات السفر لمناطق موبوءة أو عند وجود تهديد بانتشاره من دول مجاورة ويكسب الجسم مناعة من 3-6 أشهر.
• السعال الديكي: وغالباً ما تضاف طعومها إلى طعم الدفتيريا.
• التيتانوس: على مدى 3 أشهر للأطفال.
• التيفوئيد: يعطى للأعمار من سن سنتين فأكثر.
• الباراتيفوئيد: ( حقنتين بينهما أسبوع ) ويكسب الجسم مناعة لمدة سنة.
• الحصبة: للأطفال بعد الأشهر التسعة الأولى ( حقنة تحت الجلد مرة واحدة ) وتكسب الجسم مناعة طويلة الأجل.


خاتمة
إن الله تبارك وتعالى قد خلق هذا الكون، وقدر فيه أقوات الناس كلهم، وجعل في الأرض الغذاء السوي والمتكامل لهذا الإنسان، لكي يقوى به على أعباء هذه الحياة ويقوى به على طاعة ربه جلّ وعلا، و كان هذا البحث المتواضع ثمرة مجهود حاولنا من خلاله أن نقدم أفضل و أنفع ما لدينا من معلومات عن سوء التغذية وكيفية الوقاية من هذه المخاطر الناتجة عن عدم التوازن في الغذاء، ونسأل الله أن نكون في المستوى المطلوب، كما نأمل أن نكون قد استطعنا أن نحظى ولو بقليل من اهتمامكم.فموضوع التغذية علم عظيم و موضوع هام يستحق البحث و الإهتمام.
وشكــــــــرا


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
♥ميرا♥




عدد المساهمات : 76
النقـــآآط : ♥ : 108
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 05/08/2013

سوء التغذية .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: سوء التغذية ..   سوء التغذية .. Emptyالثلاثاء سبتمبر 03, 2013 10:09 am

مشكوووووووووووور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
رشا الفراشة

رشا الفراشة


عدد المساهمات : 31
النقـــآآط : ♥ : 33
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 04/09/2013
الموقع : الجزائر....بلدي الحبيب♥

سوء التغذية .. Empty
مُساهمةموضوع: رد: سوء التغذية ..   سوء التغذية .. Emptyالخميس سبتمبر 05, 2013 12:37 pm

مشكورة على الموضوع
لكن سبق و درست عنها في 1 متوسط
ثانكس
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
سوء التغذية ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» آثار سوء التغذية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: الأسرة و المنزل :: الصحة-
انتقل الى: