هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

  قصة دخول الإسلام وانتشاره في القارة الإفريقية

اذهب الى الأسفل 
3 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Don2

Don2


عدد المساهمات : 279
النقـــآآط : ♥ : 1719
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 13/07/2013

 قصة دخول الإسلام وانتشاره في القارة الإفريقية Empty
مُساهمةموضوع: قصة دخول الإسلام وانتشاره في القارة الإفريقية    قصة دخول الإسلام وانتشاره في القارة الإفريقية Emptyالخميس أغسطس 29, 2013 3:44 pm

إن قصة دخول الإسلام وانتشاره في القارة الإفريقية من أقصى شمالها (مصر الكنانة) إلى أقصى جنوبها (جنوب إفريقيا)، وتغلغله شرقا وغربا، لجديرة بالدراسة والتمعن وأخذ العبر والعظات، فإفريقيا السمراء ثاني أكبر قارة في العالم بعد آسيا من حيث تعداد السكان، ففيها يعيش اليوم 950 مليون نسمة يمثلون 14.2 في المائة من سكان العالم، ومساحتها تقدر بـ 30.2 مليون كم2 تمثل 6 في المائة من مساحة الكرة الأرضية و20.4 في المائة من إجمالي مساحة يابس المعمورة، وهي تعادل ثلاثة أضعاف مساحة أوروبا، وتمتد إفريقيا طولا قرابة 8 آلاف كم، وعرضا 7.4 آلاف كم، تضم 53 دولة، وتحوي جميع معالم الجغرافيا من السهول والوديان إلى الهضاب والجبال، ومن الصحراوات القاحلة إلى الأراضي الفيضية والغابات الكثيفة، فكيف انتشر الإسلام في هذه المساحات الشاسعة، ومازال يشكل أكثر الديانات انتشارا، ليس في إفريقيا فحسب، بل في جميع أركان المعمورة، وخاصة بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م؟ وصدق الحق حين يقول {يُرِيدُونَ أَن يُطْفِئُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوكَرِهَ الْكَافِرُونَ. هُو الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوكَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}(التوبة- 32،33)، وتذكر أصح الإحصاءات، أن المسلمين يشكلون قرابة 45 في المائة من سكان القارة، وتمثل نيجيريا أكبر دولة مسلمة فيها بملايينها الـ133، وبتطبيق حكم الشريعة الإسلامية في بعض ولاياتها.
نور الإسلام يشرق في الشرق والشمال أولا
وكان استقرار الإسلام في الشمال الافريقي بداية لتغلغل الإسلام إلى جنوب الصحراء أو ما يعرف بإفريقيا السوداء، والحقيقة أن أول اتصال بين الإسلام وإفريقيا السوداء، كان منذ فجر الإسلام الأول، وذلك لما أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) بعض أصحابه بالهجرة إلى الحبشة (إثيوبيا اليوم) وكان من آثار هجرتهم هذه إسلام ملكها النجاشي، وكان اتصال العرب بالساحل الشرقي لإفريقيا قديماً قبل الإسلام، لقربه من جزيرة العرب، واستقر الكثير من المهاجرين والتجار العرب في هذه المناطق واختلطوا بأهل البلاد وأثروا فيهم، إلا أن التأثير الحقيقي كان بعد الإسلام، وقوي التواصل بين الطرفين، وإن كان الانتقال بين ضفتي البحر الأحمر كان مألوفاً أيضاً قبل الإسلام، وعن طريقه انتشر الإسلام في القرن الافريقي وإفريقيا الشرقية وقوي بعد الإسلام كمعبر قريب إلى الأراضي المقدسة لأداء فريضة الحج.

بداية الرحلة
ولكن الدخول الحقيقي للإسلام في إفريقيا بدأ من كنانة الله في أرضه، حيث استقبلت مصر المحروسة عام 20 هـ (641م) العرب المسلمين في عهد عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)، وكانت مصر بعد أن انتشر فيها الإسلام قاعدة الفتح لإفريقيا الشمالية، وأما بلاد المغرب العربي فبدأ فتحها في عهد عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، وذلك سنة 27هـ (648م) على يد عبد الله بن سعد بن أبي سرح، وتبعه الأمويون حتى وصل عقبة بن نافع لأقصى الغرب وغمس سيقان حصانه في مياه الأطلسي، حيث كَمل انتشار الإسلام بشمال إفريقيا جميعها في القرن الأول الهجري (السابع الميلادي) وبلغ منها إسبانيا وقتها.
كما دخل الإسلام جنوبا إلى النوبة في القرن الثامن الهجري (الـ14م)، وشأن الفتح الإسلامي إفريقيا على يد هؤلاء الأبطال عجيب، فقد تم في ثلاث سنوات تقريباً، وبسط الإسلام ظله على تلك الأقطار الواسعة ذات الأمم التي لا يحصيها إلا الله، من حدود ليبيا إلى شواطئ المحيط الأطلسي، مع وعورة المسالك وقلة عدد المسلمين، وكثرة أعدائهم وجهل الفاتحين بمعالم تلك البلاد، وبعادات أهلها ولغتهم، ولكنه الإيمان والإخلاص وصدق العزيمة، ولم تزل هذه الغرائب التي صاحبت الفتح الإسلامي مثار دهشة المؤرخين من المسلمين وغيرهم.

التجارة والإسلام
وتجدر الإشارة إلى أن التجار المسلمين قد قاموا بدور بارز في نشر الإسلام في إفريقيا السوداء على العموم، فقد كانت الطرق التجارية الموصلة بين المراكز الإسلامية في شمال القارة والبلاد الواقعة فيما وراء الصحراء هي المسالك الحقيقية التي تسرب الإسلام عبرها إلى قلب إفريقيا، وكذا الأمر بالنسبة للطرق التجارية على طول ساحل المحيط الأطلسي، فقد قامت هذه الطرق بدور جليل الشأن في نشر الإسلام في بلاد السنغال وأعالي النيجر ومنطقة بحيرة تشاد، كذلك كان شأن الطرق التجارية التي تصل وادي النيل ببلاد السودان وشرق إفريقيا، وصدق الرسول الكريم حين قال «التاجر الأمين الصادق المسلم مع الشهداء يوم القيامة» (رواه الترمذي).
ولقد ظهرت ممالك إسلامية عديدة في غرب إفريقيا كمملكة غانا بجنوب شرق موريتانيا، فيما بين الصحراء الكبرى والغابات، وكان لها دور كبير في تجارة الذهب الذي ينتج في جنوبها وتشتريه قوافل بدو الصحراء التجارية لتحمله الجمال إلى شمال إفريقيا، وكانت مملكة غانا قد تحولت للإسلام على أيدي المرابطين بمراكش في القرن الخامس الهجري (الـ11م)، حيث كوّن المرابطون دولة إسلامية حكمت شمال غرب إفريقيا والأندلس ما بين عام 448- 542هـ (1056- 1147م)، أما إمبراطورية مالي فبدأ تكوينها عام 628هـ (1230م) على يد قائد قبائل ماندينكا (سوندياتا كيتا Sundiata Keita)، والذي كوّن اتحادا للقبائل في الوادي الخصيب بأعالي نهر النيجر، وبسط سيطرته على جيرانه مؤسسا إمبراطورية مالي التي كانت أكبر من مملكة غانا، وأثناء أوجها امتدت تلك الإمبراطورية من ساحل المحيط الأطلسي بالغرب إلى ما وراء تخوم منحنى نهر النيجر بالشرق، ومن حقول الذهب في غينيا بالجنوب الغربي إلى محطّ القوافل التجارية عبر الصحراء بالشمال.

رحلة الحج الذهبية
ويذكر التاريخ بدهشة رحلة الحج لإمبراطورها مانسا موسى (أعظم زعماء إمبراطورية مالي، ومن أشهر زعماء إفريقيا والإسلام في القرون الوسطى) فقد حج لمكة عام 632هـ (1324م) عبر القاهرة، واستقبله المماليك في القاهرة بحفاوة بالغة، وقد انخفض سعر الذهب بالعالم إثر رحلة الحج تلك لكثرة ما وزع من ذهب على طول الرحلة، ودخل اقتصاد العالم أجمع في حالة تضخم سريع (ارتفاع أسعار) لعشرين سنة تالية بسبب ذهب تلك الرحلة، وفي هذه السنة أصبحت العاصمة تمبكتو على شمال غرب نهر النيجر مركزا لتجارة الذهب وتعليم الإسلام، وفي أواخر القرن الثامن الهجري (الـ14م) استقلت الأقاليم الخارجية، ومن جنوب منحنى نهر النيجر هاجمت قبائل موسي (Mossi) قلب الإمبراطورية، واستولى الطوارق، وهم بدو جنوب الصحراء الكبرى، على تمبكتو العاصمة، وقامت إمبراطورية سونجهاي في الجانب الشرقي لمنحنى نهر النيجر، وعاصمتها جاو وكانت تمتد من ساحل المحيط الأطلنطي حتى وسط النيجر، وفي أواخر القرن العاشر الهجري (الـ16م) عانت الإمبراطورية من الصراعات والنزاعات مما أضعف السلطة المركزية حيث نشأت دول بالشرق عدة كبورنو ودول مدن الهوسا وسلطنة الطوارق، واستولت عليها مراكش عام 1000هـ (1591 م).

انتشار الإسلام حديثا
أما وصول الإسلام إلى دولة اتحاد جنوب إفريقيا، فهو قصة تجسد استعباد الاستعمار الأوروبي للشعوب فعندما أخذ الهولنديون يفرضون سيطرتهم على جزر اندونيسيا، وشبه جزيرة الملايو قاوم المسلمون في هذه المناطق الاحتلال، مما دفع المستعمر إلى نفي قادة الثورة إلى جنوب إفريقيا في عام 1062هـ (1652م)، وكان من بينهم الشيخ يوسف، شقيق ملك جاوا وزعيم المقاومة ضد الاحتلال الهولندي، وجاء ومعه 49 من الثوار المسلمين كسجناء، هكذا كان أول قدوم للإسلام إلى جنوب إفريقيا حيث بدأت الدعوة، كما استقدم البريطانيون (المستعمرون أيضا) العمال من شبه القارة الهندية في أواخر القرن الـ 19 وأوائل القرن العشرين للعمل بزراعة قصب السكر، وكان بين العمال عدد كبير من المسلمين، وبعد استقرار الجالية المسلمة بالبلاد قام المسلمون بنشر الدعوة الإسلامية بين الجماعات المستضعفة التي تعاني من التفرقة العنصرية، ثم أخذ الإسلام ينتشر بين المواطنين الأفارقة، وهكذا غزا الإسلام أقوى قلاع التفرقة العنصرية، واليوم يشكل المسلمون هناك 1.5 في المائة من سكان الدولة البالغ تعدادها 44 مليونا، واليوم يشكل المسلمون غالبية السكان في 29 دولة إفريقية (من إجمالي 53 دولة) ويتمركزون في شمال وغرب القارة، وهم أعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي، هذا على الرغم من محاولات المستعمر الأوروبي للقارة تغيير ديانات شعوبها بعمليات التنصير المستمرة التي لم تنجح في تغيير معتنقي الدين الإسلامي، مقارنة بالديانات والمعتقدات الأخرى، وهذا حسب شهاداتهم الموثقة.
أسباب انتشار الإسلام في شرق أفريقيا
كان من أهمِّ أسباب انتشار الإسلام عَبْر ربوع إفريقيا أيضًا بساطة تعاليمه، وسهولة فَهْمه، ويُسْرُ الدعوة إليه، فكلُّ مسلم يُعْتَبَر داعية، فلا توجد تعقيدات كهنوتية كما في المسيحية، وما يكتنفها من غموض، مما يجعلها صعبة الفَهم بالنسبة للإفريقي، وعلى العكس يَسَّرَت تعاليمُ الإسلام وسُمُوِّها بالبَشَرِ ومساواتها بين الناس، سهلت مهمَّة الدعوة للإسلام، وأيضًا مما ساعد على انتشار الإسلام عدالته ومساواته بين الناس، وبغضه للتفرقة العنصرية، وهي عُقْدَة الأفارقة، حيث مارسها بعضهم، ويمارسون جميع ألوانها في جنوب إفريقيا تحت ظلال المسيحية، مما يجعل الأخوة في كنف التنصير ليست إلا أكذوبة، لَمَسَها الإفريقي واقتنع بها.
وبعد انهيار الخلافة الأُموية، انقسم الهاربون من الخلافة العباسية إلى قسمين: أحدهما اتجه إلى الأندلس، وأنشأ الدولة الإسلامية بالأندلس، والآخر اتجه إلى إريتريا؛ لبُعدها عن مركز الخلافة العباسية في بغداد، وكونها خصبة للتجارة بالنسبة للأمويين الهاربين من الحكم العباسي، وللدعوة بالنسبة لآل البيت (الأشراف).
وقد تزامن هذا مع صراعات عنيفة داخل الممالك الحبشية، ممَّا عزلها تمامًا عن التأثير في الأحداث، بسبب الصراعات التي نشبت بين الأسرة السليمانية وأسرة زاقي، وقد وطَّد الإسلام في هذه الفترة أقدامه في التُّرْبة الإريترية مِن بَدْء مجيئه، فأسلم "آل الجبرتا"، وإليهم ينسب المؤرخ المصري الشهير عبد الرحمن الجبرتي، ولهم رواق خاصٌّ بهم بالجامع الأزهر الشريف، لا يزال موجودًا حتى الآن، ويُسمَّى "رواق الجبرتا"، وكانوا من أوائل الناس إسلامًا في إريتريا، وقد ذهب منهم وَفْدٌ ضِمْنَ وفد النجاشي للرسول ، وكانوا يقطنون هضبة "التجراي".
بناء مقديشو
تأسَّست مدينة مقديشو في عهد الخلافة العباسية ، ولهذا التأسيس قصة، فحينما وصلت أكبر الهجرات العربية والإسلامية إلى ساحل الصومال، المعروف بساحل (بنادر)، وهي هجرة الإخوة السبعة، فقد هاجرت هذه الجماعة العربية في مَشَارِف القرن العاشر في حوالي عام (301هـ/ 913م) من (الأحساء) عاصمة دولة القرامطة، والإخوة السبعة من قبيلة (الحارث) العربية، جاءوا في ثلاث سفن محمَّلة بالرجال والعتاد الحربي، وقد نما إلى علم هذه الجماعة العربية أخبار الجماعات العربية التي سبقتهم إلى ذلك الساحل، وربما سمعوا عنها من التجار، أو من جنود سعيد الجنَّابي، وقد كان في صفوفهم جندٌ من الزنج والأَرِقَّاء الذين جاءوا إلى الجزيرة العربية والعراق في فترة من الفترات؛ لذلك قرَّرت هذه الجماعات الإسلامية أن تحذُوَ حَذْوَ الهجرات التي سبقتها، يراودهم الأمل العريض في تكوين وطن جديد، وقد تحقق لهم ما أرادوا بفضل جهودهم.
استولى الإخوة السبعة على كل سواحل (بنادر) بعد أن قاموا بتأسيس مدينة (مقديشو)، والتي جعلوها عاصمة لدولتهم الجديدة، فامتدَّ نفوذهم حتى جنوبي (ممبسة)، وربما وصلوا إلى جزيرة (مدغشقر)، وقد وصف المسعوديُّ هذه الجزيرة، وذكر أن فيها قومًا من المسلمين.
ولم تمضِ فترة طويلة على استقرار هذه الجماعات المسْلِمَة، حتى أصبح كل الساحل سُنِّيًّا على المذهب الشافعي، وذلك بعد أن اصطدم الإخوة السبعة بالزيدية الشيعة، الذين اضطروا للانسحاب إلى الداخل، ولا يزال المذهب الشافعي هو السائد في بلاد شرقي إفريقيا، وقد اكتفى هؤلاء المسلمون على بسط نفوذهم في المنطقة الساحلية فقط؛ إذْ إنَّ الداخل لم يكن معروفًا لديهم، إما لأنهم يجهلونه، أو لصعوبة التوغُّل، فسيطروا على الساحل ريثما يتمُّ لهم كشف مجاهل إفريقيا المختلفة، وكان من نتيجة هذه الهجرة الأخيرة أن بسطت (مقديشو) نفوذها، وساعدت العرب المسلمين على إنشاء مواطن استقرار على طول الساحل الممتدِّ من (مقديشو( في الشمال إلى مدينة (سوفالا) في الجنوب.
تشكيل الحكومة
وبعد أن تغلَّب الإخوة السبعة على الصعاب التي واجهتهم في أوَّل أمرهم، بدءوا في وضع الأُسُس والتشريعات المختلفة التي تَكْفُل لهم الاستقرار والحياة الكريمة، فتكوَّن مجلس من كبار المسلمين، وأعضاؤه اثنا عشر شخصًا، يرأسهم شيخ لا يحمل لقب سلطان أو مَلِكٍ، ويُسَمَّى هذا المجلس باسم (مجلس المدينة)، وكان هذا النظام أفضل نظام طبّقه المسلمون في ساحل (بنادر) في هذا الزمن، ويتمتَّع هذا المجلس بِكُلِّ السلطات، وله حقُّ النظر في القضايا المدنية والجنائية وفضِّ المنازعات، وكان بجانب هذا المجلس مجالسُ فرعية في كل حيٍّ من أحياء المدينة، وهي في شكل طائفة تَخْضَع لشيخها الذي يتولَّى أمرها، ويقوم بإكرام الغرباء، وقضاء حاجاتهم.
كان اختصاص هذا المجلس هو حفظ الأمن، وتطبيق العدالة بين الجماعات، ووضع حَدٍّ لهجمات بعض القبائل الرعوية الصومالية على التجار من العرب والفرس، وبالتالي لمواجهة غزاة آخرين كانوا يأتون من البحر، وتمَّ هذا الاتحاد بعد أن أصبحت (مقديشو) عاصمة لساحل بنادر، والذي ضمَّ هذه المشيخة وإماراتها التابعة لها، مثل: مركة، وبراوة التي سيجيء تفصيلهما، هذا إضافة إلى الأراضي المحيطة بهم، وكان يطلق على جميع هذه الأراضي (مقاديش)، وعُرِف أحيانًا سكان هذه الجهات باسم سكان بنادر، وبضائعهم باسم بضائع بنادر.
لقد استمرَّ مجلس هذه المشيخة والممثَّل في سلطة الشورى بين المسلمين والفرس والصوماليين نحو أكثر من مائتي عام على ذلك النحو، حتى انْتُخِبَ أبو بكر فخر الدين عام 1100م حاكمًا على جميع أراضي هذه البلاد، وهو من سلالة الإخوة السبعة بتعضيد من قبيلة بني قحطان العربية التي أصبح لها النفوذ والسيادة.
وفي عهد أبي بكر فخر الدين احتفظت قبائل قحطان ومكري بنفوذها ومكانتها الدينية الممتازة؛ لأن قاضي الوَحدة قبل قيام السلطنة التي أسَّسها أبو بكر فخر الدين كان من بين أبناء هاتين القبيلتين، وبفضل قبائل قحطان ومكري استطاع أبو بكر فخر الدين أن يُقِيم سلطنة وراثية في (مقديشو)، كما أقرَّ السلطان أبو بكر قبائل مكري على امتيازاتها، وقد استمرَّ حُكْم أبي بكر فخر الدين سبعةَ عشَرَ عامًا حتى تُوُفِّيَ عام 1117م.
اضمحلال سلطنة (مقديشو(
أما في عصر المماليك فقد كان للأحباش اتِّصال دائم مع ملوك أوربا للعمل معًا ضدَّ المسلمين، وقد ظهر هذا خلال أوقات متباعدة، فعند الغزو الصليبي قدَّم الأحباش المساعدات، وأصبح لهم دَيْر خاصٌّ في بيت المقدس، وحرصت الحبشة على مساعدة مَلِكِ قبرص النصراني، وتحريضه على غزو مصر، وكان نتيجة لذلك غزو الإسكندرية عام 767هـ، وأقدمت الحبشة على القيام ببعض الأعمال التخريبية، إلا أن تحرُّك الجيوش المملوكية قد حال دون استمرار أعمال الأحباش.
وعندما فتح المماليك في مصر "جزيرةَ قبرص" عام 830هـ/ 1427م اتَّصل الأحباش بملوك أوربا للعمل ضدَّ المماليك، وقد تجاوب مع ذلك ملك فرنسا وملك أرغون، وهدَّد مَلِكُ الحبشة المماليكَ بالقيام بغزو بلاد العرب والأماكن المقدسة، وتحويل مجرى نهر النيل.

وفي مطلع القرن العاشر الهجري حملت راية الجهاد في شرق الحبشة إمارة "عدل"، ووصل نفوذها إلى حافَّة الهضبة الحبشية، في الوقت الذي كان العثمانيون يدخلون من الشمال لبلاد العرب؛ ليُوَحِّدوا المسلمين، ويقفوا في وجه البرتغاليين وأطماعهم في المنطقة، إلا أن حُكَّام إمارة "عدل" قد اضطروا فيما بعدُ إلى مسالمة الأحباش بعد أن هُزِمُوا أمامهم.

ثم حملت إمارة "هرر" راية الجهاد، وأسلمت الشعوب البدوية مثل "الدناقل" وغيرها، وشجع الهرريُّون وصول العثمانيين إلى المنطقة، ووقوفهم في وجه الحلف البرتغالي الحبشي، إذ دَعَمُوا سلطان "هرر" أحمد بن إبراهيم الملَّقب بالقرين، وأمدُّوه بالأسلحة، فاستمرَّت غزواتهم في الحبشة خمسةَ عشرَ عامًا، وكانت النتيجة أن دخل سلطان "هرر" أجزاءً من هضبة الحبشة، وعاد إلى الإسلام عدد من الذين سبق لهم أن تنصّروا تحت ضغط الأحباش، كما بدأت قبائل "الجالا" الوثنية الدخول في الإسلام، كما أن هذه القبائل قد استغلَّت الخلاف الذي حدث بين الأحباش والبرتغاليين فشقَّت طريقها إلى الهضبة من الجنوب.

وازداد عدد المسلمين في القرن الحادي عشر الهجري، ودخل التُّجار الكانميُّون إلى بلاد الحبشة، فأسلم على أيديهم كثيرون، واتَّجه المظلومون من الأحباش إلى عدالة الإسلام، وكان المسلمون من الأحباش ذوي مكانة اجتماعية وثقافية وخُلُقِيَّة، معرُوفِينَ بالجدِّ في العمل، والأمانة في المعاملة، وقد عَرَف لهم هذا الأحباشُ الذين كانوا على غير دينهم، إلاَّ أن بعض المتعصِّبين من النصارى كثيرًا ما كانوا يُسِيئُون إلى المسلمين، ويُصِرُّون على إقصائهم عن الوظائف الرسمية، ومع هذا فقد وَجَد الإسلامُ طريقَه إلى قلوب كثير من الزعماء[

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
manou07




عدد المساهمات : 32
النقـــآآط : ♥ : 32
السٌّمعَة : 0
تاريخ التسجيل : 08/09/2012

 قصة دخول الإسلام وانتشاره في القارة الإفريقية Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة دخول الإسلام وانتشاره في القارة الإفريقية    قصة دخول الإسلام وانتشاره في القارة الإفريقية Emptyالإثنين سبتمبر 02, 2013 1:40 pm

مشكووووووووووور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
♥ميرا♥




عدد المساهمات : 76
النقـــآآط : ♥ : 108
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 05/08/2013

 قصة دخول الإسلام وانتشاره في القارة الإفريقية Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة دخول الإسلام وانتشاره في القارة الإفريقية    قصة دخول الإسلام وانتشاره في القارة الإفريقية Emptyالثلاثاء سبتمبر 03, 2013 9:46 am

مشكوووووووووووور
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة دخول الإسلام وانتشاره في القارة الإفريقية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» تعاليم الإسلام!!!!
» فن الخطابة في صدر الإسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
 :: القسم الديني :: قسم السنة النبوية-
انتقل الى: